بقلم:د/أميمة أحمد رمضان
انه الخطر القادم الذى يداهم عالم الشباب بلا وعى او معرفه الا وهو ادمان الموسيقى ذات الترددات والذبذبات ثلاثية الأبعاد او ما يسمى بالإدمان الرقمى ، فتلك الجرعات الموسيقية والنغمات الصوتية والترددات والذبذبات المختلفة سرعان ما تتحول إلى نوع من الإدمان سهل الانتشار عند الشباب ، وهو ما يعرف بإسم المخدرات الرقمية وهى بمثابة نغمات صوتية تحتوي على ذبذبات يستمع إليها المستخدم فتعطي تأثيراً أشبه بالتنويم المغناطيسي ، ليحاكي تأثير الهيروين والكوكايين وغيرهما من المخدرات الكيميائية ، بل ويصل الأمرإلى حالات تشنجات وهلوسة كالتي تصاحب التعاطي ، ويطلق عليها الشباب مسميات عديدة منها «عيش الجو»، «حلق في السماء»، «المتعة في الموسيقى»، و»الطيور المهاجرة» ، وهذا المخدر الذى يهاجم الشباب لا يحتاج سوى جهاز لاب توب أو احد أجهزة الموبايل الحديثة لكى يتم تنزيل المقاطع الصوتية التى يتم سماعها فى حالات الإسترخاء التام مع إغماء العينين ليصبح بذلك المدمن فى مرحلة ما قبل الوعى ، نعم انه نوع من المخدرات الذى نسمعه دون وعى منا ودون علم به وبخطورته ولكن عند التعود على سماعه فى حالة الإسترخاء يتحول إلى إدمانا لا يقل خطورة عن ادمان المخدرات التقليدية كالهيروين والكوكايين ولكن مع اختلاف الوسيلة وتشابة الحالة المزاجية والتأثير الى حد كبير ، ويتعرض المستمع لشعور مدمن المخدرات بل هى أشد فتكا من المخدرات التقليدية حيث انها سهلة الانتشار والتداول بين الشباب من خلال بعض المواقع الإلكترونية المتعارف عليها بينهم وبعض مواقع اليوتيوب التى تبيع مثل هذه الملفات الصوتية مجاناً ويتم ترويجها عبر الانترنت الموجود داخل كل منزل ومع كل شاب وفتاه لذلك تكمن خطورتها فى سهولة انتشارها ، كما أنها تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية للإنسان وتشبه حالة ادمانه للمخدرات التقليدية .
وأثبتت معظم الدراسات خطورة هذا النوع من المخدرات الرقمية حيث أنها تسبب تشنجات ورعشة وحركة غير عادية للجسم تنتج من خلال حدوث اختلاف بين ترددات الاصوات والنغمات ليعمل المخ على توحيدها فعند سماع الجرعة الرقمية اى صوتين فى نفس التوقيت بتردد مشابه جدا لكل منهما ، وكل صوت يتم سماعه فى اذن مختلفة ثم يبدأ المخ بالفصل بين الصوتين والتفريق بينهم حيث يتم سماعه على شكل نبضات اثناء الاسترخاء واغماء العينين مع وضع سماعات الاذنين ويبدأ العقل فى التعامل معها على أنها نبضات كهربائية مما تؤدى إلى تحفيز العقل لكى يزامن بين موجاته العقليه وبين النبضات التى تدخل فيه ، ويلجأ الشباب إلى هذا النوع من الموسيقى للأسباب عديدة منها التغلب على مشاكله او للهروب من عالمه المؤلم او قد يكون لعدم توفر المال الكافى لشراء المخدرات التقليدية وكل هذا ينتج بسبب الفراغ الذى يعانى منه الشباب والعزلة وتغييب الرقابة الأسرية او قد يكون مجرد نوع من الفضول والتجربه او تغيير الحالة النفسية للإنسان خاصة فى أوقات الحزن ، حيث ان سماع هذه النغمات تسمح للمستمع فى الدخول فى مرحلة ما قبل الوعى فكما قال احد الأطباء النفسيين هي مرحلة وسط تقع ما بين الوعي واللاوعي، وفيها يسترجع الإنسان ذكرياته ويتعايش في خبرات سابقة قد تكون مؤلمة ولا يستطيع تذكرها في الظروف العادية ، تلك اللحظات قد ترجع إلى لحظات ميلاد ، ولتجنب هذا الخطر الذى يجتاح عالم الشباب بسهولة ، ويطرق أبواب عالمهم دون استئذان يجب متابعة الأبناء وعدم تركهم لفترة طويلة داخل غرفتهم ، مع التوعية الدينية المستمرة ، فما حرمه الله لا يمكن استخدامه كنوع من العلاج أو الراحة النفسية التى يظن الشباب ان هذه الموسيقى سوف تعزلهم عن عالمهم الحقيقى لتصنع لهم بذلك عالماً وهميا بعيداً عن الخلافات والمشاكل وصراعات الحياة ، فلا بد من توعيتهم حتى لا يدمنون هذه الجرعات الموسيقية التى تسبب فى بعض الحالات تشنجات وحالات صرع والاكتئاب عند التعود على سماعها لفترات طويلة ، كما أنها تفصل المستمع لهذ الترددات الصوتية عن الواقع وتجعله فى حالة شرود ذهنى تصل إلى نوبات التشنج ، كما أنها تؤثر على الخلايا العصبية للإنسان من خلال ملفات صوتية غير متزنه فى نفس التوقيت ترددات عالية وترددات اخرى اقل درجة فتؤثر على مركز التوازن فى الإنسان ، لذلك فإدمانها يمثل خطورة على مستقبل شبابنا.